أول تعليق من بلينكن عن التطبيع بين السعودية وإسرائيل بعد زيارته للمملكة

الشرق الأوسط
نشر
6 دقائق قراءة

(CNN) -- قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، إن هناك "تقدما جيدا" بشأن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

وأضاف بلينكن في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة: "أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يوفر فرصة تاريخية للدولتين، ولكن أيضا للمنطقة ككل".

وتابع وزير الخارجية الأمريكي: "أعتقد أننا نقترب من النقطة التي سنتوصل فيها إلى اتفاقات" بشأن التطبيع السعودي الإسرائيلي، لكنه قال إنه "لا يمكنه وضع إطار زمني لذلك".

وذكر: "هذا الشيء.. (خطة التطبيع)  كنا نعمل عليه منذ عدة أشهر، في الواقع، كنا نعمل على هذا الأمر بشكل مكثف قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول (هجوم حماس على إسرائيل) وفي الواقع، كان من المقرر أن آتي إلى المنطقة، إلى السعودية وإسرائيل في 10 أكتوبر، ولهذا السبب على وجه التحديد، وهو التركيز فعليا على العنصر الفلسطيني في خطة التطبيع".

وأضاف: "فيما يتعلق بما نحن فيه الآن، ما يمكنني قوله هو أننا حققنا تقدما جيدًا للغاية خاصة خلال الشهر الماضي أو نحو ذلك، لا يزال أمامنا بعض العمل للقيام به، لكنني أعتقد أن التقدم جيد وحقيقي".

وقال مسؤول أمريكي، الخميس، إنه لم يتبق سوى عدد قليل من القضايا التي تحتاج إلى حل بين الولايات المتحدة والسعودية للتوصل إلى اتفاق، ولم يقدم المسؤول تفاصيل حول القضايا المتبقية.

وذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية في يناير/كانون الثاني إن حل الدولتين أصبح غير قابل للتفاوض بالنسبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

 وأوضحت الولايات المتحدة للإسرائيليين أنه ليس هناك عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر، حيث اعتقد الإسرائيليون أنهم يستطيعون التوصل إلى اتفاق مع السعوديين دون إحراز تقدم كبير بشأن الدولة الفلسطينية.

يذكر أن ولي العهد السعودي التقى، الأربعاء، في مدينة جدة وزير الخارجية الأمريكي.

ووفقا لوكالة الأنباء السعودية (واس)، جرى خلال اللقاء "استعراض العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية".

وكان وزير الخارجية الأمريكي أكد، في رحلاته الأخيرة إلى المنطقة، على أنه يتعين على الحكومة الإسرائيلية اتخاذ قرارات "صعبة"، والتحرك نحو حل الدولتين إذا كانت تريد تحقيق هذا التطبيع مع السعودية وإذا كانت تريد دعم جيرانها العرب للأمن وإعادة الإعمار في غزة.

وعلى صعيد المفاوضات الجارية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ذكر بلينكن  في المؤتمر الصحفي مع نظيره المصري أن "الفجوات تضيق" بين إسرائيل وحركة "حماس" للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن، لكنه أقر بأنه "لا تزال هناك تحديات حقيقية".

وأضاف: "لقد عملنا، كما تعلمون، مع مصر وقطر وإسرائيل لوضع اقتراح قوي على الطاولة، وردت حماس على ذلك، ولا يزال يعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن على الرغم من أنه لا يزال هناك عمل صعب للوصول إليه"، وأضاف: " المفاوضون يعملون كل يوم على هذا الأمر لا تزال هناك تحديات حقيقية لقد أغلقنا الفجوات ولكن لا تزال هناك فجوات."

وبينما تستعد إسرائيل لعملية محتملة في منطقة رفح بغزة، قال بلينكن إن الولايات المتحدة تعتقد أنه "يمكن التعامل مع حماس بشكل فعال دون عملية برية كبيرة في رفح"، وذكر أن العملية البرية "ستكون خطأ".

وأضاف: "أحد الأسباب وراء قدوم نظرائنا من الحكومة الإسرائيلية إلى واشنطن الأسبوع المقبل هو التركيز على ذلك بالتحديد، ومشاركة وجهات نظرنا معهم حول الإجراءات البديلة التي يمكن أن تتعامل مع هذه المشكلة المهمة للغاية، ولكن بطريقة ما لا تؤدي ذلك إلى إلحاق المزيد من الضرر بالمدنيين".

ومن جانبه، قال  وزير الخارجية المصري إنه ونظيره الأمريكي اتفقا على التخطيط للقيام بـ"خطوات ملموسة" لزيادة المساعدات الإنسانية في غزة، ومواصلة التنسيق بين البلدين.

ومع توقع استئناف المناقشات حول وقف محتمل لإطلاق النار في الدوحة، قال شكري:"يجب أن نكون واثقين من شريكنا- وهو الولايات المتحدة - الذي يتمتع بعلاقة خاصة مع دول المنطقة، وخاصة مع إسرائيل".

وأوضح أن الولايات المتحدة ومصر متفقتان على "رفضهما التام للعمليات العسكرية في رفح"، وأضاف: "نحن متفقون على مدى خطورة هذا الوضع ومدى ضرورة تجنبه".

وقال إنه "يعتقد أن هناك معايير مزدوجة يتم تطبيقها فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ونشعر بالقلق من أن النظام العالمي القائم على القواعد يتعرض لضغوط شديدة بسبب تصور وتطبيق المعايير المزدوجة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية مقارنة بالصراعات الأخرى في العالم، والأساس الأخلاقي الذي تقوم عليه يمكننا الاعتماد على نظام عالمي يتعرض للتوتر حاليا".

وأضاف أن مصر ستفعل "كل ما هو ممكن وكل ما هو مطلوب لتسهيل وقف الأعمال العدائية وإنهاء النشاط العسكري".

وعلق شكري بأن مصر "تحملت مسؤوليتها" في المساعدة عندما سئل عن تهجير الفلسطينيين، وقال: "أعتقد أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين - سواء في غزة أو الضفة الغربية - يدركون أن هناك نية محتملة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال قضية التهجير"، مضيفًا أنهم "لا يريدون نكبة أخرى".