ميغان ماركل: مقالة جيريمي كلاركسون التي تخيل فيها تعري دوقة ساسكس "معادية للمرأة"

  • هيلين بوشبي وستيفن ماكنتوش وإيان يونغز
  • بي بي سي نيوز
جيريمي كلاركسون

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، اعترف جيريمي كلاركسون بأن لغته كانت "مشينة" وقال إنه "آسف أشد الأسف"

توصلت الهيئة المنظمة للصحافة في بريطانيا، إلى أن المقالة الذي كتبها جيريمي كلاركسون بعموده في صحيفة "ذا صن"، وتخيل فيها تعري دوقة ساسكس في شوارع مدن البلاد، تُعد تحيزا ضد المرأة.

كانت هيئة معايير الصحافة المستقلة قد تلقت 25 ألف شكوى من المقالة، ووصف رئيس الهيئة اللورد فولكس، تصور الكاتب بأنه "مهين ويحط من قدر الدوقة".

واتهم الأمير هاري وزوجته ميغان، كلاركسون بنشر "خطاب الكراهية"، وبأن المقالة تروج كذلك لـ "نظريات مؤامرة خطيرة ومعاداة للمرأة".

وردا على قرار الهيئة، قالت "ذا صن" إنها تعترف بأن "حرية التعبير تستلزم المسؤولية".

وأضافت: "نصف قراء ذا صن من النساء، ولدينا تاريخ طويل نفتخر به في حملات نسوية غيرت حياة الكثيرات".

كانت كل من صحيفة "ذا صن" وصاحب العمود قد اعتذرا في ديسمبر/كانون الأول 2022.

ووصفت الصحيفة المقالة بأنها "تنقصها المعايير التحريرية العالية وما كان ينبغي نشرها"، لكنها لم تعترف بأن المقالة انتهكت قانون التحرير الصحفي، قائلة إن المخاوف التي أثيرت هي "مسألة ذوق وحكم".

لكن وبعد التحقيق في المقالة، قضت هيئة معايير الصحافة المستقلة بأن الصحيفة انتهكت قواعد التحرير الصحفي؛ حيث احتوت المقالة على "إشارة ازدراء وتحيز" ضد ميغان والمرأة.

لكن الهيئة الرقابية رفضت شكاوى من أن المقالة كانت تمييزية على أساس العرق أو أنها غير دقيقة أو تهدف إلى التحرش بالدوقة.

ميغان ماركل دوقة ساسكس

صدر الصورة، Getty Images

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

في المقالة، كتب كلاركسون أنه كان "يحلم باليوم الذي تُجبر فيه ميغان على السير عارية في شوارع كل مدينة في بريطانيا، بينما تهتف الجماهير (عار!) ويقذفونها بكتل من الفضلات".

أوضح لاحقا أنه كان يستحضر مشهدا في دراما "لعبة العروش"، لكنه كتب المقالة على عجل، ونسي الإشارة إلى العمل الفني.

وقال في بيان في يناير/كانون الثاني: "لذلك بدا الأمر كما لو أنني كنت أدعو بالفعل إلى عنف غاضب يُمطر رأس ميغان".

ونشرت "ذا صن" ملخصا لما توصلت إليه الهيئة التنظيمية، في مكان العمود الصحفي الذي تُنشَر فيه المقالة عادة، بالإضافة إلى وضعه على الصفحة الأولى بموقعها الإلكتروني.

في فقرة أخرى من المقالة، كتب كلاركسون أنه يكره ميغان "على المستوى الخلوي".

وقارن كلاركسون كراهيته للدوقة بمشاعره تجاه أول وزيرة اسكتلندية نيكولا ستورجون والقاتلة المتسلسلة روز ويست. وتوصلت الهيئة التنظيمية إلى أن وجه المقارنة كان بسبب أن ثلاثتهن إناث.

وقالت شارلوت ديوار، الرئيسة التنفيذية لهيئة معايير الصحافة المستقلة، لبي بي سي، إن الهيئة التنظيمية نظرت في الشكاوى المقدمة من هيئتين: جمعية فُوسِت الخيرية للمساواة بين الجنسين، ومؤسسة وايلد الخيرية التي تساعد الضحايا والناجين من العنف.

عندما سُئلت ديوار عما إذا كان يتعين على الصحيفة دفع غرامة، أجابت: "إن الإجراء الذي طلبته اللجنة هو نشر قرار الهيئة، لا لقراء ذا صن وحسب، بل أيضا للجمهور الأوسع لمعرفة حيثيات النتيجة".

وردا على سؤال حول أن صحيفة "ذا صن" لم تعترف بخرق لقانون التحرير الصحفي، قالت ديوار: "ما يهم الكثير من الناس هو أن الصحيفة حذفت المقالة على الفور بعد وقت قصير جدا من النشر، وقد اعتذرت واعترفت بأن المقالة ما كان ينبغي لها أن تُنشر".

دوق ودوقة ساسكس

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، رفض دوق ودوقة ساسكس اعتذار كلاركسون وذا صن

وعن سبب استغراق ستة أشهر لإعداد التقرير، قالت إن المرء لا يستغرق وقتا طويلا لتكوين رأي شخصي حول المقالة، لكنّ الأمر لم يكن رأيا شخصيا بالنسبة للهيئة التنظيمية.

وأضافت: "كانت مهمتنا النظر فيما إن حدث خرق لقانون الصحافة أم لا. لقد أجرينا تحقيقا عادلا ومستقلا وحياديا وشاملا، واليوم نعلن النتائج".

كما أكدت أن الشكاوى بشأن المقالة لم تأت من الدوقة.

وفي حديثها لإذاعة بي بي سي، قالت ديوار إن بعض الشكاوى تقول إن المقالة تحمل "دلالات عرقية" لكن الهيئة لم يثبت لديها أن هذه الإشارات كانت تمييزية على أساس العرق.

واتصلت بي بي سي بالأمير هاري وميغان للتعليق، بالإضافة إلى كلاركسون.

من ناحية أخرى، وصفت جيميما أولتشاوسكي، الرئيسة التنفيذية لجمعية فُوسِت، مقالة كلاركسون بـ"الحقيرة والمهينة".

وقالت لبي بي سي: "كان هذا مثالا صارخا على كراهية النساء في وسائل الإعلام، وكانت قضيتنا أن اللغة المستخدمة فيها والاستعارات التي استخدمها جيريمي كلاركسون تضاف إلى العنصرية الجنسية والتمييز ضد ميغان ماركل اللذين أضرا بها".

ودعت إلى إجراء تحقيق في كيفية نشر هذه "التعليقات السامة" على صفحات "إحدى أكبر الصحف البريطانية".

ووصفت العضوة البارزة بحزب العمال هارييت هارمان، حكم هيئة معايير الصحافة المستقلة بأنه "خطوة تقدمية كبيرة للمرأة في معركتها ضد التمييز على أساس الجنس في وسائل الإعلام".

"أسف شديد"

قال كلاركسون إنه عندما قرأ المقالة في الصحيفة، أدرك أنه "أخطأ تماما".

وفي يناير/ كانون الثاني، قال إنه أرسل بريدا إلكترونيا للزوجين في عيد الميلاد لعام 2022، ليخبرهما أن "اللغة التي استخدمتُها في مقالتي كانت مشينة وأنني آسف أشد الأسف".

وحذفت صحيفة "ذا صن" المقالة من موقعها على الإنترنت وقالت إنها "آسفة بشدة".

ومع ذلك، رفض المتحدث باسم هاري وميغان هذا الاعتذار، متهما الصحيفة بالتربح باستغلال "الكراهية والعنف ومعاداة المرأة".

وقالا: "إن الاعتذار الحقيقي سيكون بالتحول في تغطيتها ومعاييرها الأخلاقية مع الجميع".

يذكر أن هذه المقالة كانت السبب في أن تتلقى هيئة معايير الصحافة المستقلة أكبر عدد من الشكاوى منذ تأسيسها في عام 2014.